بنجي: قصة كلب ضاع أمله في العثور على منزل دائم
تَبني كلب ليس بالأمر السهل. بينما يدرك الكثيرون الفرح الذي يأتي مع استقبال صديق فروي في المنزل، قليلون هم من يدركون المسؤولية الكبيرة التي تنطوي على الأمر، خصوصًا إذا كان الكلب قد مر بتجارب صعبة في الماضي. في الواقع، بعض الحيوانات الأليفة الأكثر مكافأة يمكن أن تكون الأكثر تحديًا من حيث العناية.
واحد من هذه الحيوانات كان بنجي، الكلب الذي ينتمي إلى سلالة مختلطة، والذي تم إعادته إلى الملجأ 11 مرة. في كل مرة كان يُتَبنى فيها، كانت الآمال كبيرة، لكن سرعان ما كان يُعاد مرة أخرى، مما جعل الموظفين والملاك المحتملين في حيرة من أمرهم. لم يستطع أحد أن يفهم سبب عدم قدرة بنجي على العثور على منزل دائم، رغم شخصيته الجذابة وطبعه الودود. ولكن لم يتضح السبب حتى قررت متطوعة جديدة أن تأخذه إلى منزلها، وهكذا تم الكشف عن اللغز أخيرًا.
كان سلالة بنجي غير واضحة تمامًا. فقد كان مزيجًا من اللابرادور والجولدن ريتريفر، مع لمسة من كلب قريوي آسيوي، مما جعله يبدو جذابًا للغاية. في الملجأ، كان بنجي لطيفًا ومهذبًا، دائمًا ما يسعى للحصول على الحب والاهتمام. ولكن رغم شخصيته الرائعة، لم يستطع بنجي أن يبقى في منزل لفترة طويلة.
كانت كل عملية تبني تنتهي بنفس الطريقة: يُعاد إلى الملجأ. كان سلوكه موضع تساؤلات مستمرة. هل هو نشط جدًا؟ هل هو مُتطلب؟ أم أن هناك سببًا أعمق وراء ذلك؟
الإعادة الثانية عشرة
عندما قررت ستايسي، المتطوعة الجديدة في الملجأ، أن تأخذ بنجي إلى منزلها، كانت مصممة على منحه فرصة. كانت تؤمن بأنها تستطيع كسر هذه الدورة ومنح بنجي الاستقرار الذي يحتاجه. لكن بعد فترة قصيرة، وجدت ستايسي نفسها في دموعها وهي تضطر لإعادة بنجي مرة أخرى، هذه المرة للمرة الثانية عشرة.
كان بنجي نائمًا في المقعد الخلفي للسيارة، غير مدرك للاضطراب الذي يحيط به. كانت ستايسي، التي بدا عليها أنها محطمة، تعلم أن إعادة بنجي إلى الملجأ كانت بمثابة الاعتراف بالفشل. كانت قد صدقت بأنها تستطيع إنقاذه، ومع ذلك استمرت الدورة.
لكن في هذه المرة، حدثت انفراجة. بدأ موظفو الملجأ يدركون أن سلوك بنجي، الذي تم فهمه بشكل خاطئ في عمليات التبني السابقة، كان نتيجة لشيء أعمق من مجرد التصرف السيء أو القلق. ستايسي، التي أمضت وقتًا في مراقبة عاداته وردود أفعاله، أدركت أن خوف بنجي من التخلي عنه كان مرتبطًا بماضيه المؤلم. في كل مرة كان يُعاد إلى الملجأ، كان يُترك مع شعور عميق بعدم الأمان والاضطراب، مما أدى إلى سلوكيات لم يكن بإمكان المتبنين تحملها.
الواقع كان مؤلمًا: لم يكن بنجي “صعبًا” كما كان يعتقد الجميع، بل كان يحتاج إلى شخص يمكنه التغلب على صدماته ويظهر له الحب المستمر والرعاية. كل من تبناه من قبل كان قد رسخ في ذهنه فكرة التخلي عنه، مما جعل حالته النفسية تتدهور أكثر.
فهم جديد
لأول مرة، فهم موظفو الملجأ المشكلة الحقيقية. لم يكن الأمر أن بنجي لم يكن محبوبًا أو أنه يعاني من مشاكل سلوكية، بل كان بحاجة إلى شخص يستطيع كسر دائرة معاناته ويمنحه الحب والرعاية بشكل ثابت. لم تكن إعادة ستايسي له إلى الملجأ فشلًا، بل كانت خطوة نحو فهم ما يحتاجه بنجي حقًا: الوقت، الصبر، والدعم غير المشروط.
ورغم أن رحلة بنجي لإيجاد منزل دائم لم تكن قد انتهت بعد، إلا أن هذه الانفراجة أعطت الأمل لكل من موظفي الملجأ والمحتملين من المتبنين. لقد فهموا الآن ما يجب عليهم فعله: مساعدة بنجي على الشفاء، ليس فقط من أجل إيجاد منزل، بل من أجل أن يجد شخصًا يمكنه منحه الاستقرار الذي كان يفتقده طوال هذه الفترة.